الخميس، 13 أكتوبر 2016

مذكرة حول تاريخ الفلسفة المعاصرة

المذكرة:             رقـم                                           المـــدة:       12 ســــــــــــا
الأستاذ:                                                             التاريـخ:     12/01/2008
الحصة:             درس نظري.                                الشعـب:     02.آداب وفلسفة.
الإشكالية الثالثة:    الفلسفة بين الوحدة والتعدد عبر التاريخ.      المراجـع:
المشكلة الرابعة:    تاريخ الفلسفة المعاصرة.                                – كتاب النصوص جزء  الإنتاج. التقويم:    شفوي، كتابي، مرحلي، ختامي، ذاتي.            - معاجم فلسفية وتراجم الفلاسفة.
الكفاءة المستهدفة: - وثائق مكتوبة وصور ذات صلة بموضوع الدرس.
                    تقــديـر الإنســان والحــــوار.
الكفاءة الختامية
الكفاءات الحورية والخاصة.
   
    الـجــانـب المنهجي

       الــــمضــــــاميـــــــــــــن   الــمـعــرفـــــية


الكفاءة الختامية الأولى:
يسعى المتعلم إلى التحكم في آليات الفكر النسقي.


الكفاءة المحورية:
ثالثا: التعبير عن المعرفة في روح شمولية.

   الكفاءة الخاصة:
تقدير الإنسان والحوار.


الأسئلة التشخيصية لبداية الدرس

ما هي الفكرة الجوهرية التي دارت حولها الفلسفة الحديثة؟
ما هو الامتداد الحضاري الطبيعي بعد الفلسفة الأوربية؟

المجال التساؤلي للإشكالية الثالثة:
كيف يمكن للفكر الفلسفي أن يكون متعددا وواحد في آن واحد؟

المجال التساؤلي للمشكلة  الرابعة:

كيف عبر الفكر الفلسفي المعاصر عن الهموم الأنطولوجية والروحية للوجود الإنساني وكيف دعا –على أساس من تحليل الظواهر وتوضيح الأفكار –إلى نبذ ما وراء ذلك الوجود، والتحول نحو ما يميزه من علم وعمل نافع؟

وضعية مشكلة: عصر القلق حوار قوكو ميشال









محاولة حل المشكلة


برغسون محاورة ص 170.





حوار أفقي مفتوح











أسئلة


المؤشر
أجاب عن السؤال             X


 
             أغلبية التلاميذ


 
           البعض


 
          قلة منهم



عرض وضعية مشكلة
طبيعة الإجابات
 





























































































































المكتسبات القبلية المفترضة:
 - كفاءات وقدرات لغوية للتعبير والتواصل، والكتابة.
 - كفاءات معرفية تاريخية مرتبطة بالحضارة اليونانية القديمة، والحضارة الإسلامية الوسيطة والحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة.
- معارف علمية وتاريخية سابقة.
- الكفاءات المكتسبة من المشكلة الثانية تاريخ الفلسفة اليونانية، وتاريخ الفلسفة الإسلامية (المشكلة الثانية). تاريخ الفلسفة الأوربية لحديثة.

المشكلة الرابعة: تاريخ الفلسفة المعاصرة.
كيف عبر الفكر الفلسفي المعاصر عن الهموم الأنطولوجية والروحية للوجود الإنساني، وكيف دعا – على أساس من تحليل الظواهر وتوضيح الأفكار- إلى نبذ ما وراء ذلك الوجود، والتحول نحو ما يميزه من علم وعمل نافع ؟
مقدمة: طرح المشكلة.
إن فلسفات القرن التاسع عشر(الأنوار، الماركسية، الوضعية، النزعة التجريبية..الخ) انتهت إلى تمجيد المادة والعلم والعقل، ومحاربة الدين وكل الروحانيات إنها المرحلة الوضعية التي تنبأ بها أوجست كونت.
في حين يمكن التعبير عن لفظ الفلسفة المعاصرة، أنها تلك الفلسفة التي سادة بداية من القرن العشرين والى يومنا هذا، ولعل النهاية كانت مع فريدريك هيجل آخر فيلسوف نسقي، والبداية مع فريدريك نيتشه أب الفلسفة المعاصرة، وهي فلسفة الإنسان بامتياز، كونها حملت تساؤلات تتعلق بالوجود الإنساني، واهتمامها بكل أبعاده، فكيف عالجت هذه الفلسفة وجود الإنسان وهمومه؟ 
أولا: كيف عكست الفلسفة المعاصرة قلق الإنسان في الوجود، ونزوعه الى تجديد طاقاته الروحية؟
01- التعبير عن عمق معاناة الإنسان المعاصر إزاء  الوجود.
كان حلم الأنوار يتطلع إلى تقدم الإنسان بالعقل ويتنبأ بمجتمع غربي مزدهر بالسلام والحرية، إلا أن هذا التنوير انتهى بحربين عالميتين مدمرتين، نسفت كل أمل تعلق بالعقل، مما أدخل الإنسان الغربي في أزمة نفسية وفكرية عميقة، وبذلك غير من وجهة تفكيره، فبدلا من التفكير في الوجود المطلق اهتم بالوجود الفردي المتعين، ومن الوجود الموضوعي إلى الوجود الذاتي، وكانت أكبر فلسفة عبرت عن هذا المنعرج هي الفلسفة الوجودية، فكيف فسرت الوجودية مفهوم الإنسان؟
أ‌-       من الوجود العام إلى والجود الفردي المعيش.
حاول هيجل أن يجعل الواقع معقولا، وأن هذه الحياة تسير وفق نظام عقلاني، لكن الفيلسوف الدنيماركي سورين كيكيجارد الأب المؤسس للتيار الوجودي شكك في هذه الحقيقة، بل لقد اعتبر هذا العالم غير عقلاني تسيره قوى عمياء، تماما كما اعتبره ألبار كآمي من بعده "عبثيا" من خلال روايته "أسطورة سيزيف"، وهكذا فالفلسفة الوجودية تقوم على فكرة لا عقلانية الوجود، وأن "الإنسان مقذوف به إلى هذا لعالم بلا حول ولا قوة، يكابد القلق والشقاء الدائمين، والسبيل الوحيد للخروج من هذه العبثية هو التمرد، واعتبار وجودنا مشروعا نحياه بحرية مطلقة لنعطي له معنى وهدف معقول.
كما أن الفلسفة الوجودية تهتم بالفرد (الفردانية) مقابل الجماعة، فهي تهتم بحياته اليومية وآنيته(التمركز حول الذات)، وتعالج همومه "الملل، الموت، القلق" ويمكن تمييز توجهين في الفلسفة الوجودية، الوجودية الملحدة: زعيمها جون بول سارتر: وتتأسس على مقولته "الوجود يسبق الماهية" بمعنى أن الإنسان يوجد أولا ثم عليه تقرير ما يريد أن يكون عليه، ببناء ماهيته كمشروع حر، وهو مسؤول عن هذا الاختيار.
وصلت الوجودية الملحدة إلى إنسان موغل في فردانيته متشائم يائس، منعزل عن مجتمعه وغير مؤمن.  الوجودية المؤمنة: إن الثورة الصناعية سببت الكثير من المآسي والكوارث والحروب ودمرت الطبيعة، كما أنتجت مجتمعا ماديا منحلا، واقتصاد لا يرحم ولا يقيم زنا لإنسانية الإنسان، لهذا يعتقد غابريال مرسال وكارل ياسبرز أن أزمة الإنسان المعاصر هي نتيجة تقديس المادة وتأليه العلم المنتج لأسلحة الدمار الشامل. لهذا هناك ضرورة للعودة والاهتمام بوجود الإنسان الروحي وفهمه فهما يتعدى الأبعاد الفيزيائية ومفهوم الآلية المادية والإيمان بحرية الإنسان ومستقبله .
إن الفراغ الروحي وحالة التشاؤم والقلق، التي انتهت إليها الوجودية الملحدة، دفعت الوجوديين المؤمنين للعودة إلى منابع الإيمان كموقف صريح من أزمة الحضارة الغربية المادية.    
02- النزوع إلى تجديد الطاقة الروحية للإنسان.
إن التطور العلمي الذي حدث في القرن 20، إضافة إلى الاقتصاد المادي، أوجد إهمال شبه تام للذات، وتسفيه لنوازعها الروحية، وهذا هو سبب ظهور فلسفات روحية  كالفلسفة البرغسونية و الشخصانية.
أ- هنري برغسون: حاول معارضة وتفنيد دعوى النزعات العلمية والآلية السائدة في عصره، فالآلية هي في جوهرها محاولة لتفسير الحياة بالمادة، وإحالة للظواهر الكيفية إلى كم خالص، لهذا يدعوا برغسون إلى تمييز بين المادة والروح، وبالتالي بين مجال بحث كل من الفلسفة والعلم.
فقد نشأت فلسفة برغسون إذن في ظروف اتسمت بسيطرة الفلسفات العلمية المادية والفلسفة الوضعية التي تزعمها أوغست كونت، والتي رفضت كل التفسيرات الميتافيزيقية والروحية للظواهر الطبيعية،  لهذا ينقدها برغسون بقوة ويدعونا إلى التطلع لحركية الحياة النفسية داخلنا وفاعليتها في هذا الوجود، فالزمان كما هو في ذواتنا تجربة نفسية، يطول مثلا عندما نكون عند طبيب الأسنان، ويقصر مع الأحباب، فالزمان البرغسوني هو تتابع مستمر ومنتظم للحظات الأنا الذي يسميها "بالديمومة"، إذ هذه الحركية الداخلية التي يؤكد عليها برغسون تتميز بالتغيير والاستمرار، وبذلك يميز بين الأنا العميق والانا السطحي، ففي حين يرتبط الأنا السطحي بإحساسات المكان والزمان والعالم الخارجي، يبقى الأنا العميق دليل الحرية ومنبع الطاقة الروحية الخلاقة المبدعة، (التي ندركها بالحدس)، أين تحقق وجدانية الإنسان وروحانيته، وانطلاقا من هذا يميز برغسون بين الأخلاق المغلقة والأخلاق الروحية المفتوحة.   
ب- الشخصانية: وصل الغرب إلى حافة الانهيار بتفجر الكارثة الاقتصادية سنة 1929م وسببت أزمة في القيم، مما انعكس على الفكر الفلسفي، وجاء إيمانويل مونييه مؤسس الشخصانية ليؤكد على التجربة الذاتية والروحية للشخص، فأمام الإفلاس الروحي للإنسان الغربي وتفشي القهر الاجتماعي، يعز الحل
لهذا يجب إعادة النظر الجذرية في قيم الحضارة الغربية ومبادئها، وإعادة النهضة من جديد من خلال:
01- قيام ثورة روحية، تغير قيم الإنسان ومؤسساته.
02- إعادة بناء نزعة إنسانية، ومحور هذه النزعة الإنسانية "الشخص".
03- تعميق التواصل بين الذوات الإنسانية، والإنسان والطبيعة، وبين الروح والمادة.
خلاصة: بمثل هذه الفلسفات "البرغسونية" و"الشخصانية"، حاول الفكر المعاصر معالجة أزمة الإنسان والحضارة، والحد من طغيان المادة على الروح، كأحد أسباب هذه الأزمة، لهذا يجب إعادة بناء الوجود الإنساني من الداخل (من ذات الإنسان نفسه).
ملاحظة:إذا كانت الفلسفة الحديثة مبنية على اليقين فإن المعاصرة تأسست على ألا يقين والنقد الذاتي ونقد العقل.
ثانيا: وكيف اهتمت بتحليل وجوده من خلال الشعور وظواهره، والفكر وتعبيراته، بمنأى عن كل ما ورائي؟ 
01- تحليل وجود الإنسان من خلال الشعور وظواهره:
إن الانشغال الرئيسي في الفكر المعاصر هو "الوجود الإنساني"، ومن بين أبعاد هذا الوجود "نظرية المعرفة"، الذي قد حدث فيها جدل طويل في القرن 19م بين المثالية والواقعية، (بين الذات والموضوع)
فكيف حاولت الفلسفة المعاصرة حل هذا الإشكال وحسمه؟
الفلسفة الظواهرية(الفينومينولوجية): طمح ايدموند هوسرل إلى جعل الفلسفة علما دقيقا مثل الرياضيات ولهذا السبب طالب بثلاث خطوات:
01- التحرر من كل رأي سابق، وتعليق الأحكام الخاصة بالأشياء، بوضعها بين قوسين.
02- اعتماد الدراسة الوصفية الخالصة للظواهر، دون التفكير في جوهرها وحقيقتها الباطنية.
03- دراسة الظاهرة على أنها كل لا يتجزأ، ولا وجود للشعور إلا بوجود موضوع ما.
وبذلك لا يقلل هوسرل من قيمة الذات في إدراك الموضوعات كما وصل إليه التجريبيون، ولا يوغل في إرجاع الموضوع إلى الذات كما فعل المثاليون.
والقصدية بذلك هي إقامة تناوب بين الذات والموضوع، تداخل قوامه الوصف والتحليل فقط، فالموضوع يقدم نفسه كمعرفة والذات تقوم بتحليله ووصفه كما هو، دون إدخال العواطف والأهواء(الموضوعية).  
02- تحليل وجوده من خلال الفكر وتعبيراته:
إن المسعى الإبستيمولوجي لإيجاد منهج علمي يدرس الإنسان متواصل، فإذا كان هوسرل حاول حل مأزق الفكر المعاصر عبر دراسة الإنسان بمنهجه "الظواهري"، الذي يقترب من منهج الرياضيات، فإن "حلقة فينا"سترى أن مشكلة الفكر المعاصر تتعلق باللغة وطريقة التعبير عن الموضوعات، فكيف ذلك؟
فلسفة اللغة: يرى هذا التيار أن على الفلسفة الاهتمام باللغة كونها أهم إبعاد الإنسان والتعبير الحقيقي عن الفكر، وبذلك يمكننا فهمه وحل مشكلاته، لأن المشكلات الفلسفية ما هي إلا مشكلات لغوية، وعدم ضبط للمفاهيم، وتوضيح اللغة سيرشد العقل إلى الحقيقة، فلا بد أولا من إقصاء الميتافيزيقا وكل المفاهيم الماورئيات، جملة وتفصيلا، لأنها تبحث فيما ليس موجودا في الواقع، ولقد أيد هذا التوجه المناطقة الرياضيون وعلى رأسهم "برتراند رسل"، لأنه يجب التوقف عن كل تأمل ميتافيزيقي، وسار على هذا الخط زعماء الفلسفة التحليلية: فتجنشتاين ورايشنباخ، بأن على الفلسفة الاهتمام باللغة وتصفيتها من المفاهيم الضبابية، ولكن هل يمكن حصر كل اهتمامات الفلسفة باللغة فقط ؟ 
ثالثا: وكيف مارست أخيرا، القطيعة مع تأمله الذاتي لوجوده، بتقديرها للعلم وما ينتج عنه من عمل نافع؟
01- العلم كبديل عن تأمل الوجود وترف الفكر:
إذا كان الدين هو المزاحم القديم للفلسفة، فإن العلم الحديث قد اكتسح كل المجالات التي كانت الفلسفة تعالجها من قبل، واخذ مجالها يضيق خاصة مع انفصال العلوم الإنسانية عنها، ونهاية النسقية، وتخليها عن قلبها النابض "الميتافيزيقا"، لهذا ستعبر الفلسفة المعاصر بالفعل عن الشتات والتجزؤ، بين كيفية دراستها للإنسان، وعلى أي ارض تقوم هذه الدراسة ؟، وإذا قامت على اللغة في الفلسفة التحليلية، فهل يمكن أن تقوم  على العلم ومنتجاته؟
أ- من مبادئ العلم الجديدة، النسبية والاحتمال.
 كان العلم القديم مبني على مبادئ يقينية، فقد اعتبر إقليدس في مجال الرياضيات أنها علم مبني على البديهيات والمسلمات، تماما كما اعتقد نيوتن أن الفيزياء مبنية على المكان والزمان المطلقين، لكن العلم المعاصر قام بهدم كل هذه النظريات، عندما اعتبر آينشتاين في الفيزياء (نظريته النسبية)، أن المكان والزمان نسبيين، ولا مجال للحديث عن القواعد اليقينية التي قام عليها العلم القديم، كمبدأ الحتمية والسببية، ولم يختلف الأمر في مجال الرياضيات التي أصبحت مبنية على الفرض والتقدير، فتوصل هنري بوانكاريه ومعاصره "ماخ" إلى أن العلم يقوم على المشاهدة والفروض والاحتمالات والصدفة.
ب- فلسفة العلم أو الإبستيمولوجيا: المتأمل لهذين المرحلتين في العلم: الفيزياء والرياضيات الكلاسيكية ثم الفيزياء والرياضيات المعاصرة، يتساءل ما هي العلاقة بين هذين المرحلتين في تاريخ العلم؟
الإجابة كانت عند غاستون باشلار الذي اعتبر أن العلم يتقدم بالقطائع الإبستيمولوجية، ولقد كان الاعتقاد السائد قبل باشلار أن العلم يتقدم بالتراكم العفوي والتطور المتواصل، في حين وجد باشلار وكارل بوبر، أن الخطأ وتجاوزه، التفكير العامي والقطيعة معه، هي الثورة التي طورت المعارف العلمية، كما أنه أضاف الالتزام بالروح العلمية(كالموضوعية، والوضعية) كضمان لتقدم العلم. 
02- العمل النفع كأساس لفهم الوجود الإنساني:
كل فلسفة حاولت أن تجد لنفسها أرضية تقوم عليها من جهة، ومن جهة أخرى أرادت توجيه الإنسان إلى حقيقة وجوده، وجوهر هذا الوجود يتحقق بالعلم والعمل، فكيف يكون العمل أساسا لفهم وجودنا؟
الفلسفة الذرائعية فلسفة للحياة والإنسان: البرجماتية كإنتاج فكري ازدهر في الولايات المتحدة الأمريكية مثله ثلاث فلاسفة: وليام جيمس، جون ديوي، شارل بيرس، عبروا عن توجه الإنسان الانجلوسكسوني إلى العمل كمعيار على صدق الأفكار ونجاحها.
فهي محاولة لتجاوز الفلسفة التأملية بمجادلاتها العقيمة، التي لا تقدم أي نتيجة ملموسة للإنسان، وهو ما أدى إلى تعدد المذاهب وتضاربها، وآن الأوان للعودة إلى محك الواقع، كفاصل فيما ينفعنا وما لا قيمة له، يقول شارل سندرس بيرس « إن الحق يقاس، بمعيار العمل المنتج، وليس بمنطق العقل المجرد، والفكرة هي خطة للعمل ومشروع»، والمقياس الوحيد لصدق الفكرة، هو نجاحها في مجال العمل وما ينجر عن هذا العمل من نفع، على المستويين الفردي والجماعي.
فمهمة الفلسفة تنحصر في خدمة الحياة الواقعية والتفكير فيها لا غير. فالعقل يجب أن يكون أداة (ذريعة) لتطوير الحياة وتنميتها، بعد أن كان يوظف في معارف لا تغني ولا تسمن من جوع (من أجل التأمل المثالي والترف الفكري).
 حل المشكلة.
الموضوع الأساسي للفلسفة المعاصرة هو الإنسان بكل أبعاده، فالأزمات التي أوجدها العلم والحضارة الصناعية المعاصرة، وانحراف القيم الإنسانية، وزوال البعد الروحي، بسيطرة النزعات المادية على المجتمع والاقتصاد، كل هذا كان دافع لفعل التفلسف والبحث عن الحل، مما جعل الفلسفة المعاصرة فلسفة عالمية، تعبر عن هموم ألإنسان المعاصر، وفي الأخير نقول بعد هذه المسيرة الطويلة للعقل البشري منذ بداياته الأولى في تفهم أصل العالم مع الأسئلة اليونانية الثلاثة، مرورا بمحاولة الفلسفة الإسلامية الوسيطة الإجابة عن مشكلة العقل والنقل، ووصولا إلى الفلسفة الحديثة والصراع القديم الجديد بين العقليين والتجريبيين، وأخير الفلسفة المعاصرة. 
 ورغم تعدد الفلسفات تبقى أنها إنتاج أنساني رائع، يعكس العصارة الفكرية للإنسان، ومحاولة فهم ذاته وفهم العالم من حوله بما في ذالك العالم المفارق له، ورغم الطابع العالمي للفلسفة، فإن خصوصية كل فترة وكل أمة، تبقى قائمة، وتدل على الاختلاف والثراء وليس الشتات والصراع.


هناك 12 تعليقًا: