الخميس، 13 أكتوبر 2016

مذكرة حول المذهب البراغماتي والوجودي

الأستاذ:                                                             المــدة:      2 ســــــــــــا
الحصة:             درس نظري.                                  التاريخ:     12/01/2012
الإشكالية الثانية:    المذاهب الفلسفية بين الشكل والمضمون.      الشعب:     3  ت ر.
المشكلة  الثانية:     في المذهب البراغماتي والوجودي .           المراجع:
الدرس:              في المذهب البراغماتي والوجودي .            – كتاب النصوص جزء  الإنتاج. التقويم:            شفوي، كتابي، مرحلي، ختامي، ذاتي.            - معاجم فلسفية وتراجم الفلاسفة.
الكفاءة المستهدفة:  - وثائق مكتوبة وصور ذات صلة بموضوع الدرس.
                 اختبار إشكالية المذهب وتحليل نسقه و بنيته المنطقية.                          
الكفاءة الختامية
الكفاءات الحورية والخاصة.
   
    الـجــانـب المنهجي

       الــــمضــــــاميـــــــــــــن   الــمـعــرفـــــية


الكفاءة الختامية الأولى:
 يسعى المتعلم إلى التحكم في آليات الفكر النسقي.


الكفاءة المحورية:
رابعا: اكتساب الفهم السليم والحوار المؤسس.

   الكفاءة الخاصة:
  15. اختبار وتقويم المفهوم.




















































   الكفاءة الخاصة:
  16. إدراك إشكالية المذهب ومنطقه
ونسقه ومحتوى أطروحته واستثمار ذلك في محاولة تحرير المقالات .















   الكفاءة الخاصة:
  17. كفاءة تفكيك المركب و تحليل النسق والبنية تنازليا وتصاعديا.









18- إبراز ما يضمن الكفاءة في تبني المذهب وفي رفعه.

الأسئلة التشخيصية لبداية الدرس

لماذا تأتون كل يوم للمدرسة؟
ما الذي يحرك سلوككم؟
مصلحة...هدف في الحياة....؟

المجال التساؤلي للإشكالية الرابعة:
كيف فهم الإشكالية القائلة بأنه قد تختلف مضامين المذاهب الفلسفية ولا تختلف صورها المنطقية التي تؤسسها؟

المجال التساؤلي للمشكلة الثانية:

أي المسعيين نحتاج إليه الداعي إلى العمل النافع في الحياة أم المسعى الداعي إلى رجوع الإنسان إلى ذاته الباطنية لتحقيق ماهيته  ومن ثمة تحمله لتبعات كل ما يترتب عن ذلك، من قلق؟

وضعية مشكلة: حوار الوجودية ص 224.













محاولة حل المشكلة




حوار أفقي مفتوح











أسئلة


المؤشر
أجاب عن السؤال             X


 
             أغلبية التلاميذ


 
           البعض


 
          قلة منهم



عرض وضعية مشكلة
طبيعة الإجابات
 





















































المكتسبات القبلية المفترضة:
 - كفاءات وقدرات لغوية للتعبير والتواصل، والكتابة.
 - كفاءات معرفية تاريخية مرتبطة بالحضارة اليونانية القديمة، والحضارة الإسلامية الوسيطة والحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة.
- معارف علمية وتاريخية سابقة.
- الكفاءات المكتسبة من المشكلة الثانية تاريخ الفلسفة اليونانية، وتاريخ الفلسفة الإسلامية (المشكلة الثانية). تاريخ الفلسفة الأوربية لحديثة، تاريخ الفلسفة المعاصرة.

(10) المشكلة الثانية: في المذهب البراغماتي والمذهب الوجودي:
ما هو السبيل إلى فهم وجودنا وتحقيقه، هل عن طريق العودة إلى ذواتنا وفهم ماهيتها، أم عن طريق التوجه نحو الواقع والعمل النافع فيه؟
مقدمة: طرح المشكلة.
 المفارقة التي تقوم بين الوجودية والبرجماتية تتمثل في الطرح التالي: ما هو التوجه الذي يجب أن نبني وجودنا عليه، هل هو نجاح أفكارنا بالعمل في حياتنا العملية، أو بالرجوع إلى ذواتنا والتحقيق الحر للمعنى الحقيقي لماهيتنا؟
أولا- المذهب البراغماتي: الأسس الفكرية والمنطقية  للمذهب البراغماتي
نبدأ الإجابة مع البرجماتيين: ففي حين تطور العلم وازدهر الاقتصاد الأمريكي، وما عقبه من تنشيط في الصناعة، ضلت الفلسفة متأخرة عن هذا الركب، بسيطرة التيارات المثالية والعقلانية عليها، وحرك هذا الوضع فلاسفة لبناء فكر ينخرط في المشاكل اليومية للفرد، فاختار المذهب البراغماتي أن يقوم على ركيزتين أساسيتين: أولا: رفض الفلسفات التقليدية المجردة التي ليست في خدمة الحياة، وثانيا: تأسيس منهج واقعي أو فلسفة عملية. 
01- كيف ولماذا وقع رفض الفلسفات التقليدية المجردة؟
أ- نشوء المذهب: نشا المذهب البراغماتي في أمريكا مطلع القرن العشرين على يد ثلاثة مفكرين: تشارلز بيرس(1839-1914)، ووليام جيمس (1842-1910)،وجون ديوي (1859-1952)، وقرروا بحكم عيشهم في مجتمع مصنع، استنكار الفلسفات التأملية المجردة التي تجاوزها الزمن، والسعي إلى إقامة فلسفة عصرية، تساير حاجات الناس وتقلبات رغباتهم اليومية، وهو منهج يدعو إلى الانصراف عن الفكر للفكر، والتوجه إلى الفكر من أجل العمل، استجابة لضروريات الحياة الصناعية المتسارعة.
ب- ثورته على الفلسفات المجردة: رفضوا الأبحاث والمواضيع المطلقة والمجردة، والتأمل الفارغ الذي لا يحقق منفعة، ولا يعالج حياتنا اليومية ومصالحنا.
02- ما هي القواعد التي ساعدت على تأسيس فلسفة علمية
البراجماتية أو الذرائعية "الاداتية" النفعية:  Pragmatismeمشتقة من الكلمة اليونانية Pragma ومعناها الأداة أو الوسيلة. وكان أول من أدخل اللفظ في الفلسفة هو تشارلز سندرس بيرس في 1878. في مقاله بعنوان «كيف نجعل أفكارنا واضحة».
هته الفلسفة كتعبير عن ذهنية الإنسان الانجلوسكسوني وطبيعته النفعية إلى أقصى الحدود، وهي ثقافة وعقلية الإنسان الأمريكي، الذي يعطي الأولية والأسبقية لما هو عملي فعلي إجرائي، أين يصبح الفعل والنشاط هو جوهر الوجود، والهدف منه تحقيق المنفعة أينما كانت. ظهرت البرجماتية كفلسفة تمقت البحث النظري العقيم الذي يركز على كنه الأشياء وماهيتها، وظهرت كردة فعل لموجات الفلسفة المثالية التي حملها المهاجرون الألمان إلى العالم وأمريكا، وأخذت تركز على نتائج الأعمال وعواقبها، لتحقيق أغراض نفعية في عالمنا الواقعي(الخروج من نطاق الفكر إلى نطاق العمل).
أ- العبرة بالنتائج الناجحة:
يرى شارل سندرس بيرس أن الآثار الفعلية التطبيقية الإجرائية هي المعيار على صدق أفكارنا يقول: «إن المعيار الوحيد الذي يحكم صدق أفعالنا هو قيمة الفعل وفائدته، فإذا لم تكن له فائدة، ولا بدون معنى فإنه خاطئ »، فكرة مفيدة ونافعة ولها نتائج تطبيقية ناجحة، فالذرائعيون يقبلون أي فكرة إذا كانت لها منافع عملية مثلا: قبولهم للدين وفكرة الله لأنها تزيد من حماس الجندي الأمريكي في حروبه.
ب- الصدق صدق لأنه نافع: يعرف الصدق في الفلسفة البراغماتية «بأنها كل قضية ناجحة وفعالة»، أين يتلازم الفكر والفعل – النظري والتطبيق، « وهذا يعني أن الفكرة صادقة إذا قدمت لنا نتائج عملية نفعية، وكاذبة إذا حدث العكس، إن البرجماتية لا تؤمن إلا بالقضية الناجحة في الواقع»، والإنسان البرجماتي لا هم له إلا تحقيق مصلحته، أين يعيش حياة حسية سعيدة ومتكاملة ماديا ومعنويا، فالصدق منبعه نجاح الفكرة(المشروع). أما عالم النفس التجريبي "وليام جيمس" فيرى أن صدقية الأفكار تنطلق من القيمة الفورية"cash value"، ويقول: « إن الفكرة كورقة النقد تظل صالحة للتعامل إلى أن يعترضها معترض(الزمن) ويثبت زيفها وبطلانها. و تستمر صدقيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض».
أخيرا: إن الفلسفة البرجماتية يشاهدها الإنسان المعاصر، ويعيشها من خلال السياسة الأمريكية والاقتصاد الأمريكي، ومعناها أن لا مجال للفكر التأملي، إن المجال الوحيد للحقيقة هو الحقيقة النفعية الملموسة، « لا يوجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، هناك مصالح دائمة».

ثانيا: المذهب الوجودي: الأسس الفكرية والمنطقية للمذهب الوجودي
خروج أوربا من حربين عالميتين، رأت فيهما ويلات الدمار المآسي والمجازر (50مليون قتيل)، دفع الإنسان إلى التفكير في نتائج العلم والتأمل في الطبيعة البشرية، ثم الحرب الباردة وتوقف مصير العالم على فوهة الدمار النووي، كل هذا دفع إلى حالة من ألا يقين، التشاؤم من الواقع، وضبابية المستقبل، وكان على الوجودية التعبير عن وجود الإنسان ومصيره المأزوم، فما هي التصورات التي تقدمها؟    
01- التفريق بين وجود الأشياء والوجود الإنساني
فرق الوجوديون بين نوعين من الوجود 01- الوجود في ذاته: ويقصدون به عالم الأشياء، وهو الموضوع الذي انصرفت إليه الفلسفة والعلم منذ القديم، تحكمه قوانين صارمة، 02- الوجود لذاته: وهو الوجود الإنساني، ويتصف بالامتلاء والعمق، وهو الوجود الأصيل، يقول جون بول سارتر: « إن الأشجار والأحجار هي مجرد كائنات، وأن الإنسان في هذا العالم هو وحده الذي يوجد "لذاته" أي يمتلك وجدانه»، وعليه فإن الوجوديين يرون بأن وجود الإنسان هو المشكلة الأساسية والجوهرية، ويجب تخلص الفلسفة من كل تفكير مجرد وميتافيزيقي وفكر تأملي، والانصراف إلى البحث فيه.   
02- أليس بإمكان الإنسان التمرد عن نظام الأشياء؟
من المعروف أن الوجودية تعتبر ثورة عنيفة ضد الفلسفات القديمة وخاصة منها الحركة العقلية والمثالية التي بدأت في عهد ديكارت وانتهت مع هيجل، لأن هذه الفلسفات لم تهتم بالإنسان الواقعي المشخص، فالإنسان في الحقيقة وكما يقول كيكيجارد فرد فريد لا يمكن أن يتكرر، ولا يوضع تحت معنى أعم، فالدرس الوحيد الذي يصلح أن يكون موضوع الفلسفة هو المعيش اليومي الفردي المتعين، عكس العلم والمجتمع الصناعي الذي حول الإنسان إلى مجرد رقم وشيء مثل كل الأشياء، لهذا يجب التمرد على هذا الاعتقاد، والتمرد على عالم الأشياء ونظامها المادي، لأن ثمرة البرتقال مصيرها حتمي لن تكون تفاحا، في حين أن الإنسان يستطيع بناء مستقبله ومصيره بحرية وتحديد الطريقة التي يحيا بها 
يقول سارتر: « الوجود يسبق الماهية»، ويقصد أن الإنسان يوجد أولا ثم يصنع من وجوده مشروعا يشكله كيفما شاء، فالإنسان يضفي على وجوده معنى ومغزى، بتقرير مصيره، وما يريد أن يكون عليه.
03- هل معرفة الحقيقة تأتي من عالم الأشياء أو من العالم الداخلي للإنسان ؟
إذا كان الكوجيتو الديكارتي اعتبر الوجود واضح ويقيني، وصرف الفلسفة إلى دراسة الإنسان المجرد، فإن الوجودية اعتبرت الوجود غامضا وملغزا، وصرفت الفلسفة للاهتمام بالوجود المشخص الفردي، وجوهر هذا الوجود هي الحرية، وهذا العالم الداخلي هو منبع الحقيقة والأحق بالدراسة والاهتمام.
وإذا كان هيجل قد جعل الكلي هو الحقيقة والحقيقة هي الكلي بتطابق العقل مع الواقع، فإن كيكيجارد جعل الوجود ذاتي، وأصلا لكل بحث ولكل فلسفة قال في يومياته: « كان شغلي الشاغل أن أجد حقيقة، ولكن بالنسبة إلي نفسي أنا، أن أجد الفكرة التي من اجلها أريد أن أحيا وأموت»، وتقول سيمون دي بوفوار: «أعجبت بأفكار هيجل وأنا في المكتبة، ولم أجد من حقيقتها شيئا بعد خروجي للطريق»، لهذا
طالب الوجوديون بالتفكير في الوجود الداخلي الذاتي، عبر الاستبطان، فلا مناص من استعمال الشعور، فهو وحده الذي يكشف المجالات الوجدانية، وإذا كان العقليون يمجدون العقل، فإن الوجوديون يضعون الوجود وما يستدعيه من شعور باطني وانفعالي، فوق كل حقيقة، أين تضحي الحقيقة هي تجربة وجدانية انفعالية يعيشها الإنسان، كتجربة الذنب والندم وما يترتب عنها من سوداوية، لهذا توجه جل الوجوديين إلى الأدب للتعبير عن هذه التجارب النفسية، كمسرحية "الذباب" لسارتر أو "الطاعون" لكامو
أو "التحول" لكافكا.
 04- هل يرتجى من كون الإنسان إنسانا، الحصول على السعادة أو الارتماء في يم المخاطرة وما يترتب عنها من قلق وشؤم؟
أ- الحرية: إن الإنسان حر مختار، لكن هذا الاختيار لا يخلو من المخاطرة والمجازفة، لان اختيار أمر ما يعني إلغاء عدة إمكانات كانت متاحة لنا، وما يتعرض هذا الاختيار من نجاح وفشل وشعور مقلق بالمخاطرة، وما يحمله من مسؤولية وعواقب الندم المر، خاصة في المواقف الكبرى التي تقرر وجودنا، كل هذا يبعث على الحيرة والخوف، وليس بإمكاننا أن نختار كل الممكنات، يقول كيركيجورد: «إن الاختيار يجر إلى الخطيئة والى المخاطرة، والمخاطرة بطابعها، تؤدي إلى القلق واليأس.»، مما يسمح للعدم بالولوج إلى الوجود.
ب- الموت: أما المواقف القصوى في الوجود فهي عندما يكون وجودنا مهددا بالموت، لأنه لا بد من الموت، فماذا يبقى من معنى للحياة؟، وهذا السؤال مقلق عند الوجوديين، خاصة الملحدين.
ج- تناقض الوجود: إن وجود الأشياء ليس أصيل، بل هو ثانوي لأنه لا يعي الزمن والتغير، ولا يدرك معنى الحرية ثانيا، أما الإنسان فهو وحده الذي يشعر بالحرية ويحس بمدلولها وامتداداتها، وهو الكائن الوحيد الذي يستحق أن نقول عنه أنه موجود حقيقي، كونه الوحيد المدرك لهذا العالم.
د- تعدد الوجدانات مصدر للنزاعات: عندما أتأمل من حولي أجدني لست الموجود الوحيد في هذا العالم، بل هناك، غيري(الغيرية)، "الأنا والأخر"، هذا المغاير لي الذي يشبهني في وجوده، ففي حين أني أعتبره مغايرا لي مثله مثل الأشياء التي في الوجود المادي، فإنه بالمقابل يجعلني جزء من تصوراته للعلم الخارجي، واغدوا بالنسبة إليه شيء كذلك، بل يريد أن يستخدمني ويحكمني كما يشاء، وهذا بداية الصراع بين الوجدانات، ففي الواقع عندما يقتحم الآخر عالمي ويستهزأ بمشاعري أو خصوصياتي، فإني أتمنى عدم وجوده، وأشكو عدم فهم لي، بل هو يقرر بدلي ما أريد أن أكون، ويعترض مشاريعي، وينغز حياتي بتدخلاته فيها، بحده من حرياتي، وكل هذا يشعرني أني شيء من ممتلكاته، فالتنازع جوهر العلاقة بين الوجدانات إذن، وكل إنسان يريد تحقيق مشروعاته دون الآخر، لكن لا يمكنني العيش من دون الآخرين، لأنني قاصر على العيش بمفردي، فكيف السبيل إلى السكينة والسعادة ؟.
خاتمة: حل المشكلة.
كلا الفلسفتان الوجودية والبرجماتية تطرقت إلى جانب هام في الوجود الإنساني، ففي حين يأخذ العالم الخارجي جل وقتنا في العمل والمحاولة لعيشه بنجاحات مادية، فإن البعد الداخلي لا ينفك يدفعنا إلى التساؤل والتفكير في السبل الحقيقية لتحقيق وجودنا الحر، وبذلك نقول أن لكل مذهب من المذاهب العقلي أو التجريبي البراغماتي أو العقلي، حمل في طياته بناء منطقي متماسك، يعكس التفكير العميق لهذه التيارات حول الأبعاد الحقيقية للإنسان، لكن الخطر الذي يبقى قائما هو تزمت كل مذهب، وإدعاء أتباعه بأنهم يملكون الحقيقة وغيرهم مخطأ، فالدغمائية (التوكيدية)، هي المرض الخطير لكل معرفة، كونها إدعاء بامتلاك اليقين، ومعاداة من خالفهم، وهذا ما كان يحدث بكثرة في الحضارات وبين التيارات، وهذا هو الشيء الذي يجب تجنبه بقبول النقد والرأي الآخر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق