الخميس، 6 أكتوبر 2016

مذكرة المذهب البراغماتي

المادة  : فلسفة                             الإشكالية الثالثة : المذاهب الفلسفية
الأستاذ:                                      المشكلة الثانية : في المذهب البراغماتي والمذهب الوجودي .          
الحصة:  تطبيقية                            الموضوع : ما حقيقة كل مذهب؟       
المستوى : 3 تق1                         الحجم الساعي :   4   سا

الكفاءة الختامية
الكفاءات المحورية والخاصة
المضامين المعرفية
الأمثلة وأقوال الفلاسفة








الكفاءة الختامية الأولى:
يتوصل المتعلم
إلى
التحكم في آليات الفكر النسقي








الكفاءة المحورية:
اكتساب الفهم السليم والحوار المؤسس




الكفاءة الخاصة1:
إدراك إشكالية المذهب ومنطقه ونسقه ومحتوى أطروحته.





الكفاءة الخاصة 2 : إبراز ما يضمن الكفاءة في تبني المذهب وفي رفعه
مقدمة : طرح المشكلة
على الرغم من المفارقات  التي نلمسها في المذهبين البراغماتي والوجودي ، من حيث خصوصيات مصدرهما ، فإن هناك تساؤلات طرحت من بينها : أيهما الأصلح : هل هو المذهب الذي يعود علينا بالفائدة في حل المشكلات النظرية والعملية ، أم هو الذي يسوقنا إلى أعماق أنفسنا ، فنعي ما يختلج حالاتنا النفسية ؟
І ـ المذهب البراغماتي :
1 ـ تعريف المذهب البراغماتي :مشتق من اللفظ  اليوناني براغما ﴿pragma﴾ و يعني العمل أدرجه بيرس سنة 1878م في كتابه "كيف نجعل أفكارنا واضحة "،و البراغماتية أو الذرائعية هي مذهب فلسفي يجعل من كل مسلمة ذريعة لتحقيق غايات عملية تعود بالنفع على الإنسان بالمفرد أو على الناس جميعا وكل موضوع هو مجرد وسيلة لتحقيق أغراض الإنسان النظرية منها والعملية والحياة كلها عند جون ديوي هي توافق بين الفرد وبيئته  .
2 ـ نشوء المذهب :نشأ المذهب البراغماتي في أمريكا مطلع القرن العشرين على يد ثلاثة من أعلام المفكرين : تشارلز بيرس ﴿1839 م ـ 1914 ﴾ ، وليم جيمس ﴿1842م ـ 1910 م ﴾ وجون ديوي ﴿1859 م ـ 1952 م﴾ .
3 ـ الأسس الفكرية والمنطقية للمذهب :
إن التطور المذهل الذي عرفته الحياة الاقتصادية في أمريكا بفضل الصناعة ، فرض ضرورة التخلي عن الفلسفات الميتافيزيقية التي كانت سائدة في العالم آنذاك (الفلسفة الميثالية والفلسفة العقلانية وغيرهما) لكونها فلسفات مجردة لاتخدم مباشرة انشغالات الإنسان اليومية ولا تحل مشاكله المعيشية ؟ لذلك اختار مذهب البراغماتية أن يقوم على ركيزتين : أولا : رفض الفلسفات الميتافيزيقية التقليدية التي لا تخدم الحياة .ثانيا : تأسيس منهج جديد أو فلسة عملية .
 أ ـ كيف ولماذا وقع رفض الفلسفات التقليدية المجردة ؟ :
قرر المذ هب البراغماتي بحكم منشئه استنكار الفلسفات التقليدية المجردة ،بحكم أنها مذاهب مغلقة لأن الحلول فيها تبقى معلقة في فضاء العلل الأولى ، والأسباب القبلية  ، فهو يحمل على الفلسفة التجريبية أخذها بالحواس الخارجية فقط وانكارها لقضايا الدين والإيمان ، ويحمل على الفلسفة العقلانية أو الميثالية تقديمها لحلول مغرقة في التجريد وغير مجدية ، لأن المشاكل التي تطرحها هي مجرد خرافات ، وتأمل فارغ يبعد الإنسان عن انشغالاته اليومية وتحقيق ما ينفعه .
ب ـ ماهي القواعد التي ساعدت على تأسيس فلسفة عملية ؟
المذهب البراغماتي سعى إلى بناء منهج عصري يساير حاجات الناس المتجددة ، وتقلبات رغباتهم اليومية ، وهو منهج يدعو إلى الانصراف نحو العمل ، استجابة لضرورات الحياة واستشرافا للمستقبل ، لذلك فهو مؤسس على المقاييس التالية :
1 ـ العبرة بالنتائج : إن أول مقياس يؤسسون عليه قيمة أي فرض من الفروض هو تحقيق منفعة عملية ، فكل بحث أو فكرة لا تحمل في طياتها مشروعا قابلا لانتاج آثار عملية نفعية تعتبر خرافة وكلاما فارغا . ولهذا فالمنهج الصحيح هو ذلك الذي يحدد الآفاق المستقبلية التي يتحقق فيها التناغم الفعلي بين تطلعات الأفراد وأحلامهم.
2 ـ المرونة والمراجعة المستمرة :
لا يوجد فرض أصدق من فرض آخر ، إذ أن الصدق الوحيد هو الواقع المتقلب نفسه . وما يبرر ذلك ، أن التجربة هي في تجدد مستمر ، وحتى يكون أي نشاط يستحق أن نصفه بالصدق يلزمنا أن نوفق بين معارفنا القديمة والتجارب الجديدة ، فالصدق هو صدق بالنسبة إلى الواقع الذي ليس متحجرا ولا ثابتا على حال .
3 ـ الصدق صدق لأنه نافع :
يؤكد وليم جيمس بأن الصدق والمنفعة صفتان مترادفتان للفكرة ويضيف قائلا : إن التفكير هو أولا وآخرا ودائما ، من أجل العمل  ولهذا ، فإن الفكرة تستمد صدقها بواسطة الأحداث ، مثلا : النزاع بين الماديين والروحيين عبث و مضيعة للوقت ، فهو لن ينتهي إلى نتيجة تؤثر في سلوكنا العملي ، ولكن النظر إلى مستقبل العالم ، يرجح كفة المذهب الروحي ، لأنه يملأ الإنسان أملا ، ويثير في نفسه التفاؤل ، ويمكنه من احتمال متاعب الحياة .ويؤكد ديوي أن الفكر ليس إلا ذريعة لخدمة الحياة ، ويطالب بتطبيق المنهج العلمي في شتى مجالات التفكير ، وهو منهج يصطحبه الباحث في الخروج من نطاق الفكر إلى نطاق العمل ، ولهذا فإن المصدر الوحيد للمعرفة الصحيحة هو الواقع ، إلا أن هذا الواقع لا يرضى لنفسه السكون المطلق ولا الانغلاق عن طبيعة رغباتنا المتقلبة ، إنه بلغة المذهب البراغماتي ، واقع خاضع لنا  ، أي أنه مرن قابل للتشكيل والتعديل  









































مثلا : يعتبرون المعتقد الديني صادقا ، إذا ترتبت عليه آثار ونتائج عملية في حياتنا اليومية مثلا : يقبلون كل التيارات أي يقبلون التفكير المنطقي بشرط أن ينتهي إلى سلوك عملي ، وكذا نشاط الحواس بشرط أن يكون له نتائج وغايات عملية . جيمس :" إن آية الحق النجاح ، وآية الباطل الإخفاق " ويضيف :" الفكرة الصادقة هي تلك التي تؤدي بنا إلى النجاح في الحياة "





جيمس : " إني أستخدم البراغماتية بمعنى أوسع ، أعني أنها نظرية خاصة في الصدق "
ويقول:" أسمي الفكرة صادقة ، حين أبدأ بتحقيقها تحقيقا تجريبيا فإذا ما انتهيت من التحقيق وتأكدت من سلامة الفكرة ، سميتها نافعة "و " تصورنا لأي شيء ندركه بالحدس ، ليس في الواقع إلا أداة نحقق بها غاية ما "
، جيمس : " إن العالم موضوعات صماء ونحن الذين نصنع المحمولات مع العلم بأن الصدق ليس علاقة مطلقة .كما يريده أهل الفلسفة الرثة" 












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق