الخميس، 6 أكتوبر 2016

مذكرة الفلسفة الإسلامية


المادة  : فلسفة                                   الإشكالية الثالثة :الفلسفة يبن الوحدة والتعدد عبر التاريخ
الأستاذ:                                            المشكلة الثانية : في الفلسفة الإسلامية .
الحصة:  نظرية                                   الموضوع :      تاريخ الفلسفة الإسلامية                  
المستوى :2 آف1 ، 2آف2                                 الحجم الساعي :   3   سا 
الكفاءة الختامية
الكفاءات المحورية والخاصة
المضامين المعرفية
الأمثلة وأقوال الفلاسفة








الكفاءة الختامية الأولى:
يتوصل المتعلم
إلى
التحكم في آليات الفكر النسقي








الكفاءة المحورية:
 التحكم في آليات التفكير المنطقي




الكفاءة الخاصة1:
ضبط المفاهيم المنطقية
مقدمة : تعتبر الفلسفة الإسلامية فلسفة متميزة من حيث الشكل والمضمون لأنها تعبر بوضوح عما أنتجه فلاسفة الإسلام ومفكروهم من إبداع ثقافي وفلسفي ، لكن نتساءل ما المقصود بالفلسفة الإسلامية ؟ وهل هي على شاكلة فلسفة اليونان ؟
1 ـ الفلسفة الإسلامية : هي التفكير الفلسفي الذي ظهر عند المسلمين .
2 ـ التفكير قبل الإسلام : قبل مجيء الإسلام كان العرب في شبه الجزير ة العربية يعانون الويلات ، الفتن والاضطرابات حيث كانوا في تشتت ديني كبير بين المجوسية والنصرانية واليهودية إلى غير ذلك فقد كان منهم من يعبد الحجر والشجر ولذلك لم يكونوا على أحسن حال إلا أنهم اهتموا بدراسة اللغة والطب وأعطوا أهمية بالغة للشعر والخطابة فظهر فيهم خطباء وشعراء عبروا بصدق عن أحوال المجتمع العربي ومشاكله آنذاك.
3 ـ عوامل نشأة الفلسفة الاسلامية : هناك عوامل داخلية  وأخرى خارجية :
أ ـ العوامل الداخلية :
1 ـ العقلية الاسلامية : التي أسسها وبناها الدين الإسلامي كروح جديدة تؤسس لتصور مختلف للحياة والإنسان والإيمان بالله تعالى ، والغاية من الوجود وغيرها من القضايا التي تهدف إلى تشكيل كيان الفرد المسلم بكل أبعاده الفكرية والسلوكية والاعتقادية ...وهذا من خلال الأصول التي قام عليها الدين الإسلامي المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة :
 أ ـ القرآن الكريم : الذي يعتبر أعظم كتاب سماوي المعبر عن الديانة الخاتمة التي أرسل بها محمد صلى الله علي وسلم ، حيث كان نزول القرآن الكريم أهم وأعظم حدث تاريخي في ذلك الزمان لأنه شكل نقطة تحول في مسار الفكر العربي وفي تاريخ الحضارة الشرقية والعالمية لما عبر عنه من قضايا ودعا إليه من مبادئ قلبت حياة العرب سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا وعقائديا وفكريا . حيث تضمنت آياته القرآنية  العديد من القضايا مثل قضايا : الخلق ، القضاء والقدر ، العدل ، الحق ، المسؤولية ، الجزاء ....فإن هذه القضايا أصبحت فيما بعد موضوعا وحقلا خصبا لتفكير المسلمين وفلاسفتهم وظهور فرقهم .أي ظهور نوع من النظر العقلي والرؤية العلمية .
ب ـ السنة النبوية الشريفة : وهي المصدر الثاني في الإسلام بعد القرآن الكريم ، تعتبر السنة شارحة للقرآن الكريم والترجمان السلوكي له ، والعامل الأساس في تكوين العقلية الاسلامية وصفاتها المعبرة عن الهوية المتميزة ، لذلك نجد أنها تضمنت العديد من المبادئ والأفكار التي اعتبرت قضايا جوهرية ذات أبعاد تأملية عقلية خاصة بعد أن انتشر الاسلام وتوسعت الفتوحات وتعددت مشكلات المجتمع وبدأت تظهر أفكارا جديدة مما اقتضى التعامل معها والاجتهاد في فهمها والرد عليها بما يتناسب وطبيعة الدين الصحيح مثل قضية أدعياء النبوة ، قضية خلق القرآن الكريم ...الخ
2 ـ العقلية العربية ولغتها : العرب قبل الاسلام بالرغم من انتشار الشرك بالله والجاهلية في الحكم والعصبية في التصور وشيوع الرذيلة واستعباد الإنسان، إلا أن هذا كله لا يعني أنهم قوم لا يفهمون ولا يعملون العقل ولا يتدبرون شؤونهم ، نعم قد لا نجد لهم نظاما فكريا متكاملا لكن ما بلغنا عنهم أنهم كانوا قوما يتميزون بالفطنة والشجاعة والكرم وحسن تدبير شؤون السياسة والاهتمام بالحرف والزراعة وانتشار الخطابة والأمثال والحكم الشعرية ، وبالتالي هناك عقلية عربية واعية منفتحة تحمل لغة متميزة تعبر عن ظروفها إستطاعة التعامل مع آيات القرآن الكريم وفهم موضوعاته وبلورتها في مسائل مختلفة دينية وأخلاقية وفكرية .
2ـ العوامل الخارجية :
1 ـ العقلية اليونانية : إن حركية الإسلام كرسالة عالمية بعقيدتها ومبادئها وأفكارها لم تنغلق على نفسها في شبه الجزيرة العربية ، بل انطلق أهلها يدعون إلى هذه الرسالة ويبلغونها إلى غيرهم من الأمم تحت شعار الآية الكريمة : ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ...) [سورة النحل الآية 125] فانفتح أهل الإسلام على أمم وحضارات لها ثقافتها ومذاهبها وأفكارها واعتقاداتها ، كل ذلك كان له انعكاسات على الكثير من التطورات الفكرية والسياسية ، مهدت لظهور التفكير الفلسفي ، ومن أهم الثقافات التي تأثر بها المسلمون وكانوا أكثر ولعا بها الثقافة اليونانية وأفكارها لما تميزت به من دقة وشمولية وارتقائها مستوى التعبير عن نسق فكري متكامل ، فعكف المسلون على ترجمة أمهات الكتب خاصة كتب أفلاطون وأرسطو فاتسع مجال الترجمة ،وبرز بذلك فلاسفة مسلمون أفذاذ حملوا على عاتقهم هموم الأمة وتطلعاتها مثل بن سينا ـ الكندي ـ الفارابي ـ بن رشد ـ الغزالي ....
2 ـ الدفاع عن العقيدة الاسلامية والرد على مختلف الديانات والمعتقدات :
لم يرض اليهود وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى بدعوة القرآن الكريم لهم بالدخول إلى الإسلام فحسب بل حاربوا الإسلام وأثاروا الفتن بين المسلمين بنفاقهم وخداعهم ودعموا المرتدين عن الدين الإسلامي وأثاروا فيها أمورا زائدة ليست من صميمه فزرعت الشك والريب ، وهذا ما دفع بالمسلمين إلى الرد عليهم بأساليب عقلية محضة فردوا الشبهة والأحاديث الموضوعة.
* وهنا يمكن القول أن للفلسفة الإسلامية عوامل خارجية، عبرت عن تلاحق فكري بين كل هذه الثقافات والفكر الإسلامي في ضروبها المختلفة التلاقي أحيانا والتنافر أحيانا أخرى .
4 ـ مظاهر الفلسفة الإسلامية :
1 ـ علم الكلام : يعرفه أبو حامد الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال : " يقصد بعلم الكلام حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها من تشويش أهل البدع "ويعرفه اين خلدون في كتابه المقدمة :" هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الإعتقاد عن مذاهب السلف وأهل السنة "
أسباب نشأة علم الكلام :
أ ـ القرآن الكريم : إن المتأمل في القرآن الكريم يجد أنه يتضمن آيات واضحات بينات لا التباس فيها ولا تأويل ، وهناك آيات أخرى متشابهات من الصعب فهم معناها ، والأخذ بظاهرها قد يؤدي إلى التباس ، هذا ما دفع إلى البحث فيها قصد فهمها بإستخدام العقل والتأويل فكانت سببا في ظهور العديد من الفرق الكلامية كالمعتزلة التي ظهرت في القرن الثاني للهجرة مؤسسها واصل بن عطاء ، التي يمجد العقل وتدافع عنه وكذلك الأشاعرة التي عمل أصحابها على الرد عن أفكار المعتزلة وتأويلاتهم فهي فرقة دافعت عن قدسية الشرع ( النقل )
ب ـ مشكلة الخلافة : تعتبر مشكلة الخلافة من أهم المشكلات التي مهدت الطريق لظهور نقاش فكري عنيف ترتبت عليه الكثير من القضايا الدينية والسياسية والفلسفية ومنها علم الكلام وهذا ما عجل بظهور أشهر الفرق كالخوارج الذين خرجوا عن طاعة علي بن أبي طالب في مواجهة الشيعة الذين شايعوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ج ـ مسألة القضاء والقدر : سئل الإمام مالك بن أنس عن معنى قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) سورة طه ، الآية 05 ، فقال :" الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب " وهذا مطلق التسليم والإيمان بالغيب عند المسلمين من أهل السلف لكن المسألة لم تبق على هذا الحال ، بل صارت من أكثر القضايا مثارا للجدل فاختلفت الآراء وفظهرت فرقا مثل : المرجئة ـ القدرية والجبرية وغيرهم من الفرق التي أسست لعلم الكلام .
د ـ الرد على خصوم العقيدة : ظهر عدة خصوم للعقيدة الإسلامية محاولين التشكيك فيها والعمل على زرع البلبلة في نفوس الداخلين في الإسلام حديثا وهذا ما أدى بالمسلمين إلى الوقوف دفاعا عن عقيدتهم باستخدام الحجة والدليل والمنطق والإقناع ومن أشهر من حمل هذا اللواء ، فرقة المعتزلة والأشعرية بعد ذلك .
2 ـ  قضية التوفيق بين الفلسفة والدين : من أهم مظاهر الفلسفة الاسلامية قضية التوفيق بين الدين والفلسفة أو مشكلة العقل والنقل وهي مسألة لازمت الفلسفة الاسلامية عبر تاريخها الطويل كله ولا تزال ، لكن هل يمكن فعلا  بين الشريعة والحكمة ؟ وكيف نظر فلاسفة الاسلام إلى هذه المسألة ؟
إن التلاحق الذي الذي حصل بين الثقافة الاسلامية والفلسفة اليونانية أنتج بين المسلمين عدة تيارات فكرية متباينة المواقف  دعاة التوفيق : هذا الطرح يمثله أعلام الفلاسفة المسلمين وكبار مفكريهم الذين يؤكدون على وجود علاقة وثيقة بين الفلسفة والدين ومن بينهم الكندي الذي يبرر العمل الفلسفي بكونه ذا غاية هي غاية الشرع نفسها وهي معرفة الحقيقة الموصلة إلى الخير ، فغاية كل من الفلسفة والدين واحدة وهذه الغاية لا تحصل إلا بالعقل والنقل معا ، فالشريعة لا تلغي الفلسفة ، والفلسفة لا تضر بالشريعة ، ومن ثم لا مبرر لقيام صراع بينهما .
ونجد كذلك من المدافعين عن هذا الاتجاه بشراسة ابن رشد الذي تيقن بعد فحصه لمبادئ الشريعة وأسس الحكمة ( الفلسفة ) بأن العقل والنقل متفقان لأن الحق لا يضاد الحق بل يسانده ويشفع له ، ويؤكد أن حكمة الأمم السابقة ليس من الواجب رفضها ومقاطعتها ، إنما الأصل تفحص كتبهم ، فما كان موافقا للحق قبلناه ، وما كان غير ذلك نبهنا عنه وحذرنا منه ، ، ويعلن بن رشد صراحة عن علاقة الفلسفة بالدين بقوله : " إن الحكمة هي صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة لها "
أما ابن طفيل فيؤكد على وحدة الحكمة والشريعة لأن الشريعة وحي من نور الله ، والعقل نور خلقه الله ، ومحال أن يكون الله مصدرا واحدا لنورين متناقضين .
دعاة التعارض : رفض أصحابه المساواة بين الشريعة والفلسفة لأن الشريعة إلهية محكمة منزهة عن الخطأ مصدرها الكمال الإلهي ، أما الفلسفة فهي بشرية يعتريها النقص ومصدرها اجتهاد العقل الذي يخطئ ويصيب ويبقى عرضة للميول والأهواء والنزوات لذلك لا يمكن لميزان الذهب أن نزن به الجبال ، ولقد كانت من أشد تلك الحملات وأقساها على الفلاسفة المسلمين تلك التي قادها أبوحامد الغزالي خاصة في كتابيه : " المنقذ من الضلال " و" تهافت الفلاسفة " حيث أكد أن العقل قاصر في كثير من المسائل ويستحيل عليه بلوغ الحقيقة فهي لا تعرف إلا بالشرع والوحي الالهي خاصة القضايا والمسائل الغيبية فهو يرى أن الفلاسفة جل أفكارهم خاطئة وأن منظومتهم الفكرية يشوبها الخلط وعدم اليقين لفساد منطلقاتهم ( العقل ) .
ويذهب ابن تيمية إلى التصريح بالرفض الكلي للمنظومة الفلسفية اليونانية وأتباعهم من الفلاسفة المسلمين ، كما يؤكد ابن خلدون على أن الفلسفة معاطيها كثيرة فهي مثيرة للشك وجب الحذر منها وإتقاء الخوض فيها خاصة ما تعلق بأمور العقيدة وأحوال الغيب وغيرها من المسائل ، ويجمع أنصار هذا الطرح على أن لا اتفاق بين الفلسفة والدين   .
خاتمة :
إن الفلسفة الاسلامية وأفكارها التي جاءت بها ومسائلها التي تناولتها تعتبر لبنة حضارية في سلسلة تاريخ الفكر البشري لها أثرها في عصرها وتأثيرها على من جاء بعدها .




 














































































































































وعلى هذا يوضح أنواع النظر العقلي ، وطرق البرهان والاقناع ويظهر أن الناس في هذا أصناف منهم من يصدق بالبرهان الذي يختص به الفلاسفة والراسخون في العلم ومنهم من يصدق بالأقاويل الجدلية وهم المتكلمون ومنهم من يصدق بالأقوال الخطابية وهم عامة الناس












هناك 5 تعليقات:

  1. شكراااااااااااااااااااااااااااااااااا

    ردحذف
  2. اريد مقال عن عوامل نشات الفلسفة السلامية بطريقة الجدل

    ردحذف
  3. هل يمكن الفصل بين المذهب والمنهج في الفلسفة المعاصرة

    ردحذف