الخميس، 6 أكتوبر 2016

مذكرة حول الفلسفة الحديثة

المادة  : فلسفة                                              الإشكالية الثانية  :الفكر بين الوحد والتعدد.
الأستاذ:                                                       المشكلة الثالثة :   الفلسفة الحديثة          
الحصة:  نظرية                                             الموضوع  : كيف تجاوزت الفلسفة الحديثة الفلسفة التقليدية ؟ المستوى : 2آف1 ، 2آف2                                          الحجم الساعي : 3 سا

الكفاءة الختامية
الكفاءات المحورية والخاصة
المضامين المعرفية
الأمثلة وأقوال الفلاسفة








الكفاءة الختامية الأولى:
يتوصل المتعلم
إلى
التحكم في آليات الفكر النسقي














الكفاءة المحورية:
 التحكم في آليات التفكير المنطقي












الكفاءة الخاصة1:
ضبط المفاهيم المنطقية









مقدمة : استطاعت الفلسفة الحديثة  أن تتجاوز الفكر التقليدي القديم الذي كبل فكر البشرية لعدة قرون مضت ، من خلال فلاسفة اعتمدوا أفكارا جديدة حاولوا تغيير واقع الانسان الفكري والاجتماعيي على حد سواء ، لكن ماهي المرجعية الفكرية التي استندت إليها الفلسفة الحديثة في تجاوزها لسلطان الفكر التقليدي ؟
ماهي الفلسفة الحديثة ؟:
الحديث لغة : ضد القديم ، وهو يعني الجديد المتفتح على الحقائق والموافق لروح العصر .
أما في الاصطلاح :فالفلسفة الحديثة هي  فلسفة جديدة ، وثورة على القديم وخاصة فلسفة العصور الوسطى الأوروبية التي سيطرت فيها الكنيسة ، وقيدت حركة العقل ، تحت شعار : " اعتقد ولا تنتقد " فكانت الفلسفة الحديثة ثورة وتمرد على تلك المعتقدات .
بداية الفلسفة الحديثة: اختلف الفلاسفة والباحثين في تحديدها بالضبط  فمنهم من يرجع بدايتها إلى فترة سقوط القسطنطينية ، وانهيار الإمبراطورية البيزنطية ، وهجرة علمائها إلى إيطاليا ، وفرار الكثير من أعلام الفكر والثقافة إلى الغرب ، محملين بمنابع الفكر ومصادر التراث ، فكانت هذه نقطة تحول من العصر الوسيط إلى العصر الحديث . ومنهم من يرجع بدايتها إلى الكشوفات الجغرافية الحديثة ، ومن أكبرها أثرا اكتشاف " كريستوف كولومبس" لأمريكا أو العالم الجديد وهذا ما فتح أعين الغرب للتعرف على شعوب أخرى متحررة من قيود الكنيسة ، ومن سلطتها القاسية ، مما دفعهم للعمل على التحرر منها ومن أفكارها ، والتأسيس لفلسفة جديدة .ومنهم من يرجع بداية العصور الحديثة إلى عهد اختراع الطباعة التي سمحت بتوسع انتشار الثقافة ،وخاصة اليونانية منها ، والاسلامية وصدى بعض مفكريهم ، وهذا ما شجع على فهم جديد وأفكار إبداعية جديدة تعبر عن الانسان الحديث وفلسفته.
ماهي مميزات الفلسفة الحديثة :
1 ـ ظهور الفكر البرجوازي ، وتشجيعه لبروز النزعة الفردية العنيفة في الاقتصاد ، والأدب ، والسياسة ، والدين ، والفلسفة ...وغيرها .
2 ـ اتسام الروح الفلسفية الحديثة بالرجوع إلى الطبيعة والمبادئ الطبيعية وقوانينها ، ومن ثمة الدعوة إلى المساواة والتحرر من القيود .
3 ـ " العناية البالغة بالعلم الآلي ، وظهور المنهج الميكانيكي وتطبيقاته ، وازدهار الصناعات ، وأثر كل ذلك في سيطرة الانسان على الطبيعة وفهم الأرض والسماء ( تلسكوب ) وكان لهذا صدى كبير في مجال الفلسفة وآرائها (المدارس المادية ، الروحية ، الإلحادية )
4 ـ الثورة على حكم الكنيسة وعلى الدين ، وإقامة خصومة ضد فلسفة العصور الوسطى ، بأفكارها وطريقتها ولغتها ووصفها بالجهل والبربرية ، ومن كل هذه المميزات والأبعاد تبرز كفلسفة مبتكرة .
لكن كيف استطاعت الفلسفة الحديثة تجاوز الفكر التقليدي ، وما هي المرجعيات التي أخذت بها ؟
 منهج الفلسفة الحديثة :
1 ـ الأخذ بمرجعية العقل : إن الأخذ بميزان العقل كان المرجعية الأبرزالتي اعتمدتها الفلسفة الحديثة كمرجعية وكمنهج للتحرر من قيود الفكر التقليدي ....ولنأخذ كنموذج في إرساء قواعد هذه المرجعية العقلية : "ديكارت " الذي يسمى أبو الفلسفة الحديثة .حيث عمل على أن يقدم طريقة ومنهجا للتحرر من الآراء القديمة وتجاوز الفكر التقليدي ، والتأسيس للعلم والفلسفة وفق مبادئ جديدة .انطلق ديكارت ديكارت من الشك في جميع المعارف ، والآراء العلمية التي تحصلنا عليها سابقا أي جميع العلوم  من طب ، وطبيعيات ، وفلسفة ، وسياسة ، بل وجب أن لا نثق حتى فيما قدمته لنا من حقائق حول الذات والله والعالم .
* والشك هنا ليس وسيلة لتحطيم وهدم معارفنا وآرائنا ومعتقداتنا بل هو الطريق الأول للوصول إلى اليقين  وأول ماشك فيه ديكارت : الشك في حواسنا وما اكتسبنا ه بها لأنها تخدعنا ومن الحكمة ألا نطمئن لمن يخدعنا ولو مرة . لهذا يرفض ويستبعد الحواس في تحصيل المعرفة ، ويعتمد بدلها أداة العقل كطريقة لليقين لأنه أعدل قسمة بين الناس ( واحد عند الجميع ) ، لكن ألا نشك في العقل ذاته ؟
هنا يقول ديكارت :" إذا صممت على أن أشك في كل شيء ، فأخليت ذهني من كل معتقد ، وتوقفت عن أي حكم ، بقي أمامي مع ذلك أمر مؤكد وهو أنني مهما أشك ، ومهما أفكر فلست بمستطيع أن أنكر من أنني حين أشك ، فإنني في لحظة التفكير ، بل حتى في لحظة خطأ في تفكيري ، لا بد أن أكون موجودا ، إذا أنا أفكر ،إذا أنا موجود "
إذن الفكر أو الذات العارفة تعتبر حقيقة مؤكدة ووسيلة ذلك هي العقل الذي يثبت وجوده ثم يعرف الآخرين والعالم والله ، لكن كيف نستخدم هذا اليقين العقلي استعمالا منهجيا يوجه لبناء فلسفة جديدة ومتحررة ؟
وهنا يؤكد ديكارت أن أفضل وسيلة يمكن اعتمادها هي العقل الرياضي .( المنهج الرياضي )
 الطريق الاستنتاجي عند ديكارت: يقوم على أربعة قواعد أساسية هي:
البداهة : وتتضمن الشك والوضوح ، يقول : " أن لا أتلقى على الإطلاق شيئا على أنه حق ما لم أتبين بالبداهة أنه كذلك ، بمعنى أن أبذل الجهد في اجتناب التعجل وعدم التثبت بالأحكام السابقة ، وأن لا أدخل في أحكامي إلا ما يتمثل لعقلي في وضوح وتمييز يزول معها كل شيء "
التحليل : أي تفكيك الموضوع إلى أجزاء لمعرفة مكوناته
التركيب : أي إعادة تأليف الأجزاء لتكوين رؤية مركبة ،
الإحصاء والمراجعة : أي التأكد من المراحل السابقة والتدقيق في أمرها كمراجعة تضمن الدقة .
ب ـ الأخذ بمرجعية التجربة :
* إن ملاحظة طريقة تعلم الأطفال الصغار نجدها تنطلق دائما من الإحساس والواقع سواء في تحصيل المعرفة أو ترسيخها في الذهن فنحن نتعلم من الواقع ولا توجد أفكار فطرية .
* الانسان الذي فقد حاسة من الحواس فقد علما من العلوم ، ففاقد البصر لا يعرف الألوان ، ولا يميز بينها وفاقد حاسة الشم لا يفرق بين الروائح وهكذا وكأن الواقع هومصدر المعرفة .
* الأحكام العقلية ليست دائما صحيحة ، ولا تضمن اليقين ، لأنه قد تخطئ وتوقعنا في الشك مثال: فمعرفة خصائص خلية نباتية مثلا ، لا يمكن للعقل أن يصل إليها ، وكذلك مثلا : فهم خصائص الماء ، وغيرها من القضايا التي تقتضي التجربة ضرورة ، وهذا ما يؤكده فرنسيس بيكون بقوله :" إذا بدأنا في تأملاتنا باليقين انتهينا إلى الشك ، أما إذا بدأنا بالشك وتحملناه في صبر إلى حين من الزمن ، فسوف ننتهي إلى اليقين "
لهذا فالعقل لوحده لا يمكن أن يفهم حقيقة الأشياء ،ومن هنا يعتقد بيكون الذي يعد أبا للمنطق التجريبي الحديث ، أن وظيفة العقل البشري ليس تفسير العالم وإنما فهم الأشياء ، والسيطرة على الطبيعة ( تجاوزها ) .
وهذا ممكن عند بيكون بقاعدتين : ـ قاعدة التجريب ، وقاعدة الشك العقلي
ففهم الظواهر الواقعية ، ومعرفة أسبابها لا بد أن يكون بعيدا عن الخيال والذاتية والتوهم حسب بيكون الذي اعتبرها وجه سلبي للدراسة العلمية : وسماها بأوهام العقل البشري منها :
أوهام الجنس : وتتعلق بالتحذير من الأحكام الخاطئة أو التسرع في إصدارها ، أو السقو ط في فخ الاحكام العامة .
أوهام الكهف : حيث يعتقد بيكون أن لكل إنسان كهفا خاصا به ، يعبر عن مختلف الميول والرغبات ، المشكلة عن التربية والبيئة ، فتؤثر في تفكيره ، وقد تكون مفسدة للبحث العلمي .
أوهام السوق : وتتعلق بالأوهام المرتبطة باللغة واستخداماتها فتتحكم الألفاظ في العقول فتقيدها أو توقعها في الأخطاء ، ويؤكد أن هذا الوهم هو الذي أصاب الفلسفة والعلوم القديمة بالسفسطة والجنون.
أوهام المسرح : أي الحذر من القناعات والأفكار والمعتقدات السائدة والقديمة والتحرر منها ، حتى لا نجعل الماضي يتحكم في الحاضر ، ولا الميت يتحكم في الحي .
بعد أن أظهر " بيكون " العوائق السلبية التي تقف أمام البحث العلمي ، انطلق بعدها في التأسيس للمنهج التجريبي والقواعد التي يقوم عليها في دراسته وهي :
ـ قاعدة جمع الحقائق عن الطبيعة ( وهي تمثل الملاحظة )
ـ قاعدة الوصف التجريبي مقرونا بالشك العقلي في كل شيء .
ـ قاعدة الإحصاء الكلي للجزئيات ( حتى نتأكد منها ولا نتسرع في الأحكام )
هذه الأسس التي حاول بيكون وضعها كبداية للدراسة التجريبية ،وهذا العمل هو ما طوره فيما بعد " جون لوك " وجون ستيوارت ميل ودافيد هيوم ...وصارت هذه المجموعة تمثل المدرسة التجريبية في الفلسفة ، والتي تقابل المدرسة العقلية بزعامة ديكارت وأتباعه.
* وعليه أصبحت الفلسفة الحديثة تأخذ بمرجعية العقل من جهة ، وتأخذ بمرجعية التجربة من جهة أخرى ، وقد استطاع كانط تجاوز مشكلة التعارض بينهما ، من خلال فلسفته النقدية المعبرة عن كثير من أفكار الفلسفة الحديثة .
ما هو دور الفلسفة الحديثة ؟:
إن الفلسفة الحديثة كفلسفة جديدة بأفكارها ، ومنهجها ومبادئها التي دعت إليها ، لم تكن بمعزل عن واقعها ، بل كانت معبرة عنه ، ومدافعة عن كثير من المبادئ التي انطبع بها العصر الحديث :
1 ـ إنها فلسفة تنويرية عملت على تحرير وعي الانسان وتنويره :وذلك من خلال:
* الابتعاد عن الأوهام ، والاعتقادات الفاسدة ، والأحكام المطلقة ، والتحرر من التأمل الميتافيزيقي الذي لافائدة منه .
* العمل على إيقاظ الوعي الإنساني ، والإعلاء من شأن العقل ، والانفتاح على التجارب العملية الحية .
* تنمية قدرة الإنسان على معرفة نفسه ، ولمظاهر القوة والضعف في شخصيته ، ولدوافعه ن وحاجاته ومشاكله ، والاقتناع بأن الأفكار والمعارف الجديدة تكتسب بالعمل والاجتهاد والتجارب ، وتحرير العقل للأخذ بالأفكار كمنتوج بشري ـ مشاع للجميع ـ
* الدعوة لتحقيق الإخاء الإنساني ، بمعرفة قيمة الإنسان ، والدعوة للرفع من كرامته في العمل والحقوق والعدالة والتسامح دون تمييز.
2 ـ إنها فلسفة عملية تسعى لتغيير الواقع الاجتماعي للانسان :
فالفلسفة كرسالة فكرية ، وكوسيلة تغيير ، تسعى لتثير وعي الانسان وتدفعه للتحرر من القيود ، من هنا كانت الفلسفة تعبيرا عن الواقع الاجتماعي للإنسان ومحاولة فهمه ، والعمل على تغييره إلى ما هو إيجابي في المجالات السياسية ، والاجتماعية والاقتصادية ، والدعوة إلى إرساء القانون وإقامة العدل ومحاربة الظلم والتمييز.
 ويمكن التعبير عن هذه المعاني من خلال النقاط التالية :
* الدعوة للمساواة بين الأفراد وعدم التمييز بينهم ، بإيجاد صيغ قانونية عادلة ، لأن حظوظهم في الطبيعة واحدة ، وهذا يقتضي محاربة الاستبداد والتملك الجشع والاقطاعية الفاسدة .
* العمل على تصحيح نظرة الانسان للقيم ( الخير ، الحق ، الجمال ) وإرساء معاني روحية وخلقية وجمالية تعبر عن كرامة الإنسان والفطرة النقية .
* إعلاء قيمة العقل على اعتبار أنه أعدل قسمة بين الناس ، والحكم على الآخرين من خلاله بلا تمييز أو استعلاء ، وهذا يشجع على الحوار بين الأفكار والتواصل والتلاقح فيما بينها ، وإيجاد صور للتسامح الديني والاجتماعي .
* رفض الهيمنة والديكتاتوريات والعمل على بناء مؤسسات قانوني تحمي بها الانسان ، وتعبر عن طومحاته ، بوسائل سلمية مقبولة من الجميع.
خاتمة :
وعليه فالفلسفة الحديثة لعبت دورا رساليا على مستوى العقل وتنويره وعلى مستوى الواقع وتغييره ، وذلك بإحداث تجديد في الافكار والتصورات ، وفي إبداع المناهج ، ووسائل البحث ، وفي كيفية النظر إلى الواقع والعمل على تغييره.
       














































يقول ديكارت : " ما كادت نفسي تسمح لي بالتحرر من سلطة أساتذتي ، حتى هجرت دراسة اللآداب هجرا ، وصممت على ألا أطلب من العلوم إلا ما في نفسي ، أو ما شتمل عليه الكتاب الكبير ، كتاب العالم"
ويقول:" الأحاسيس إنما هي أفكار غامضة مبهمة لاتؤدي إلى اليقين الذي نتوخاه "





















يقول :"أن أقسم كل واحدة من المعضلات التي أبحتها ما استطعت إلى القسمة سبيلا وبمقدار ما تدعو به إلى الحاجة على أحسن الوجوه "
يقول :" أن أرتب أفكاري فأبدا بأبسط الأمور وأيسرها معرفة وأتدرج حتى أصل
إلى معرفة أكثر تعقيدا "
يقول :" أن أعمل في جميع أحوالي من الاحصاءات الكاملة والمراجعات الوافية ما يجعاني على ثقة ، من أنني لم أغفل شيئا يتصل بالمشكلة المعروضة بالبحث



































































هناك 6 تعليقات: